طالبة في طريقها للجامعة
قوام ممشوق ؛وخطوات كأنها تعزف لحن الحياة في قلوب دكها موت العواطف ! تسير سير السحابة البيضاء في فضاءات التيه والغنج ؛ لها عنق يطاول السماء رفعة وشموخا ؛تسمو كسمو الروح في جسد ٍ مفعمٍ بالحياة والزهو .
رأيتها في الصباح . عفوا! بل رأيت الصباح فيها ؛آ هٍ ما وجدت لصباحٍ نكهة أريقت في قلبي فشملت كبدي ؛ وخالطت عقلي وزندي كصباحي هذا !
صبح تعطرت أطرافه بالياسمين الحيِ الذي لأول مرة أرى الياسمين يسير على قدمين ! وليست كأي قدمين ؟
خطوها قريب ؛ تكاد كل واحدة منهن أن تخدش حياء أختها .
لعلي كنت أحلم ؟ رجعت إلى نفسي فوجدت كل شئ حولي يشعرني بأني لست أحلم . مازلت هكذا بين الحقيقة والخيال والصباح والياسمين والحلم واللاحلم . حتى أقترب مني الياسمين ! فسكرت من أنفاسه التي ملأت المكان ؛ وذبت في إحساسه الذي عطل عقارب الزمان !
ألقيت رأسي على مقود سيارتي أنعم بشئٍ ما نعمت بمثله قط . بقيت هكذا برهة حتى أنسل رأسي على منبه السيارة فقمت مذعورا ؟ أبحث عن الياسمين ؛أبحث عن الياسمين ؛ فوجدت عطره في أثوابي ؛ أما هو فقد رحل كرحيل الشمس تتهادى بعد يومٍ ملئٍ بالدفء ليحل بعده ليل الشتاء المقيت في قلبي المتأرجح بذكريات الياسمين .
لم استسلم انطلقت في الدروب أسعى وأسعى اتتبع رائحة الياسمين حتى قذفني قدري على باب جامعة ! عرفت فيما بعد أن تلك الدور لا تجمع العلم بين جدرانها فحسب ؟ بل تجمع أصنافا من الأزهار والورود البشرية .
توقفت هنا وأيقظت خمول عقلي بيدي فأهويت بكفي على رأسي ليأوب لي ما شرد منه ؛ فعرفت أن ذلك المشهد ما هو
إلا حقيقةُ طالبةٍ سير للجامعةِ.