أبـــــي .. رحلتَ بلاوداع
وتركتني .. أخشى الضياع
بعدك قلبي تحطم ياأبـي
والدمع في عيني بلاانقطاع
والفرح غادر حيّنــا متسللاً
لست أدري ياأبــي أين يُباع
والحزن صاحبني والنوم جافاني
إن نمتُ زارتني في نومي السباع
أشتــــاق همسكَ ياأبتِ في أذني
هذا رائع ..وذاكَ من حُسن الطباع
عيناك ترعاني في كل منزلة
والوُدّ يغمرني حتى النخاع
إن قلتُ أنسى فلن أنسى
لاالمال يُغني ولاالمتاع
مِن بعد ربي والرسول محمد
كلامُكَ ياأبتِ أمرٌ يُطاع
دائماً ياأبتِ كنتَ تُرشدني
هذا مباحٌ وذاك سِرٌ لايُذاع
العدل ميزان والصدق منجاةٌ
والمرءُ في طلبِ الحقوق شجاع
تَحُثني يوما ويوماً تُعلّمني
دوما تُحذرني مُر الخداع
من برد الشتا حُضنكَ يُدفئني
بسمتك تُنسيني آلامي والأوجاع
بحرُ الحياة كان سفينتي
وأنتَ الرُبّانُ بيدك الشراع
كنتَ لي قلباً عطوفاً صادقاً
لم تكن فظــــاً كماأشاعوا
قاتلتَ صدقاً في كل معركة
لم تُضع حقاً بل هُم أضاعوا
علّمتني أحيا في الحياة بعِزة
قِيم الحق لاقِيم الرعاع
فالحق يعلو ولايُعلى عليهِ
والشمس هي أصل الشعاع
الحق لاالعنف دوماً يُسيّرني
إذا كان لي يوما صراع
دُروب الحياة لمن يدري مهلكة
والإيمان هو خط الدفـــاع
الكِبرُ والزهو والخيلاء مكروهٌ
والضحكُ إن كان من غير داع
من يختصم يوما باليُسر أ ُقنعهُ
بالصبر باللين مِن غير اندفاع
نعلو بالوفا وبالصدق نسمو
ومَن يظلم يهوى إلى القاع
بيت الظلم دوماً الريح تهدمهُ
وإن بنى مِن حوله كل القلاع
مَن يرضَ بالقدر قانعٌ دوماً
ومن لم يرضَ يكن هو الطماع
عنما تنطقُ الكلّ يستمع
رأيك الصائب في كل اجتماع
كلامك واضحٌ لالبس فيه
لاتخفي شيئا خلف القناع
إن مات كل القوم يذكرهُ
وروحه تُرفرفُ في كل البقاع